## نهاية حقبة أسطورية: جيمي فاردي يودّع ليستر سيتي بعد رحلة ملحمية دامت 13 عاماً

في لحظة تمزج بين الحزنوالفخر، أسدل الستار رسمياً على واحدة من أروع قصص كرة القدم الحديثة، بإعلان نادي ليستر سيتي رحيل أيقونته وهدافه التاريخي، جيمي فاردي، بنهاية الموسم الحالي. بعد ثلاثة عشر عاماً حافلة بالانتصارات، الأرقام القياسية، واللحظات التي ستبقى خالدة في ذاكرة جماهير "الثعالب"، يغادر المهاجم الإنجليزي المخضرم ملعب "كينغ باور ستاديوم" تاركاً خلفه إرثاً يصعب تكراره.

## نهاية حقبة أسطورية: جيمي فاردي يودّع ليستر سيتي بعد رحلة ملحمية دامت 13 عاماً

الرحيل

رحيل فاردي (37 عاماً) لا يمثل مجرد نهاية عقد لاعب، بل هو طي لصفحة ذهبية في تاريخ النادي الذي شهد معه تحولات دراماتيكية، بدأت من دوري الدرجة الثانية (التشامبيونشيب) ووصلت إلى قمة المجد بتحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) في موسم 2015-2016، في واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ الرياضة العالمية.

بدأت رحلة فاردي الأسطورية مع ليستر سيتي في عام 2012، عندما انضم للنادي قادماً من فريق
فليتوود تاون، الذي كان ينافس آنذاك في دوري الدرجة الخامسة (دوري الهواة)، مقابل مليون جنيه
استرليني فقط. في ذلك الوقت، لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين أن هذا المهاجم القادم من الظل سيصبح
أحد أعظم اللاعبين في تاريخ النادي، محطماً الأرقام القياسية ومسجلاً 198 هدفاً في 464 مباراة
خاضها بقميص الفريق الأزرق في جميع المسابقات.

الموسم الأول

كان الموسم الأول لفاردي في البريميرليغ (2014-2015) صعباً، لكن الموسم التالي (2015-2016) شهد انفجاره الحقيقي،

حيث قاد ليستر سيتي، تحت قيادة المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري، لتحقيق اللقب المستحيل. خلال هذا الموسم الإعجازي، حطم فاردي الرقم القياسي لعددالمباريات المتتالية التي يسجل فيها أهدافاً في البريميرليغ، بهز الشباك في 11 مباراة متتالية، متجاوزاً رقم الأسطورة الهولندي رود فان نيستلروي. أداؤه الخارق، الذي تميز بالسرعة الفائقة والحسم أمام المرمى، جعله يفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لذلك الموسم.

لم تتوقف إنجازات فاردي عند هذا الحد. ففي موسم 2019-2020، ورغم بلوغه الثالثة والثلاثين
توج بجائزة الحذاء الذهبي كهداف للبريميرليغ برصيد 23 هدفاً، ليصبح أكبر لاعب سناً يحقق هذا
الإنجاز. كما ساهم بشكل محوري في فوز النادي بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي للمرة الأولى في
تاريخه عام 2021، مضيفاً لقباً غالياً آخر إلى خزائنه مع النادي.

صناعة المجد

ولم يكتف فاردي بصناعة المجد في دوري الأضواء،

بل كان عنصراً أساسياً في رحلتي صعود الفريق من دوري الدرجة الثانية؛ الأولى في موسم 2013-2014، والأخيرة في الموسم الحالي (2023-2024)، حيث اختتم مسيرته بقيادة الفريق للعودة السريعة إلى البريميرليغ بعد هبوطه المفاجئ في الموسم السابق، ليودع النادي وهو في القمة مجدداً.

في بيان وداعه المؤثر، قال فاردي: "كنت أعلم أن هذا اليوم سيأتي في النهاية، لكن ذلك لا يجعله
أسهل. لقد أمضيت 13 عاماً لا تُصدق في هذا النادي الرائع وحققت الكثير. مررت ببعض الفترات
الصعبة، لكن معظمها كان مذهلاً... حان الوقت الآن للمضي قدماً وهو أمر محزن للغاية بالنسبة لي،
لكنني أشعر أنه الوقت المناسب. أود فقط أن أشكركم جميعاً من أعماق قلبي على جعلي أشعر
بالانتماء كواحد منكم منذ اليوم الأول".

من جانبه، أشاد رئيس نادي ليستر سيتي، أياوات سريفادانابرابها، باللاعب الأسطوري قائلاً: "جيمي لاعب فريد من نوعه، ولاعب مميز وشخص أكثر تميزاً. إنه يحتل مكانة خاصة في قلوب مشجعي ليستر سيتي إلى الأبد، وهو بالتأكيد يحظى بأقصى درجات احترامي وتقديري. أنا ممتن له للغاية على كل ما قدمه لهذا النادي".

الختام

برحيل جيمي فاردي، لا يفقد ليستر سيتي مجرد مهاجم هداف، بل يفقد قائداً ورمزاً وملهماً، لاعباً جسّد روح النادي القتالية وقدرته على تحدي الصعاب وتحقيق الأحلام. قصته ستبقى تُروى كنموذج للإصرار والموهبة والتفاني، وسيظل اسمه محفوراً بأحرف من ذهب كأحد أعظم أساطير "الثعالب" على مر العصور. انتهت حقبة فاردي، لكن إرثه سيستمر خالداً في جنبات ملعب "كينغ باور" وفي قلوب كل من عشق ليستر سيتي.

أفكار حرة تامر نبيل

## نهاية حقبة أسطورية: جيمي فاردي يودّع ليستر سيتي بعد رحلة ملحمية دامت 13 عاماً