recent
أخبار ساخنة

## حرب الرسوم تلقي بظلالها: كيف تبخرت مئات المليارات من ثروات أغنى أغنياء العالم؟

الحجم
محتويات المقال

 

## حرب الرسوم تلقي بظلالها: كيف تبخرت مئات المليارات من ثروات أغنى أغنياء العالم؟

 

**مقدمة: عاصفة في أسواق المال العالمية**

 

في عالم مترابط تتشابك فيه خيوط الاقتصاد العالمي، لا يمكن لقرار اقتصادي كبير، خاصة ذلك الذي يتخذ طابع المواجهة، إلا أن يرسل موجات صادمة عبر الأسواق المالية ويؤثر على الثروات، سواء كانت لمستثمرين صغار أو لأقطاب المال والأعمال الذين يقفون على قمة الهرم المالي. هذا ما حدث بالضبط عندما اشتعل فتيل "حرب الرسوم الجمركية"، التي أثارت قلقاً واسع النطاق وأدت إلى عمليات بيع مكثفة في البورصات العالمية، ملقية بظلالها القاتمة ليس فقط على المؤشرات الرئيسية ولكن أيضاً على صافي ثروات أغنى 10 شخصيات في العالم.


في عالم مترابط تتشابك فيه خيوط الاقتصاد العالمي، لا يمكن لقرار اقتصادي كبير، خاصة ذلك الذي يتخذ طابع المواجهة، إلا أن يرسل موجات صادمة عبر الأسواق المالية ويؤثر على الثروات، سواء كانت لمستثمرين صغار أو لأقطاب المال والأعمال الذين يقفون على قمة الهرم المالي. هذا ما حدث بالضبط عندما اشتعل فتيل "حرب الرسوم الجمركية"، التي أثارت قلقاً واسع النطاق وأدت إلى عمليات بيع مكثفة في البورصات العالمية، ملقية بظلالها القاتمة ليس فقط على المؤشرات الرئيسية ولكن أيضاً على صافي ثروات أغنى 10 شخصيات في العالم.
## حرب الرسوم تلقي بظلالها: كيف تبخرت مئات المليارات من ثروات أغنى أغنياء العالم؟

خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، امتدت من بداية شهر فبراير (شباط) وحتى الأسبوع الأول من شهر أبريل (نيسان)، شهدت ثروات هؤلاء الأقطاب تآكلاً هائلاً، يعكس حالة عدم اليقين والاضطراب التي سادت الأسواق. لم تكن مجرد أرقام تتغير على الشاشات، بل كانت دليلاً ملموساً على التأثير العميق للسياسات التجارية المتشددة والخوف من تصعيدها إلى نزاع تجاري شامل قد يعصف بالنمو الاقتصادي العالمي.

**تسونامي الخسائر الأسواق العالمية تحت الضغط**

 


## حرب الرسوم تلقي بظلالها: كيف تبخرت مئات المليارات من ثروات أغنى أغنياء العالم؟

لم تكن الخسائر مقتصرة على نادي المليارديرات؛ بل كانت انعكاساً لحالة ذعر أوسع نطاقاً في الأسواق.

 وكالة "بلومبيرغ" المالية المرموقة قدرت حجم الدمار في أسواق الأسهم العالمية بنحو 9.5 تريليون دولار أميركي تبخرت من القيمة السوقية للأسهم حول العالم منذ اللحظة التي أعلن فيها الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترمب، عن فرض رسوم تجارية جديدة، مشعلاً بذلك شرارة ما أصبح يعرف بـ"حرب الرسوم".

 

  • تفاقمت الفوضى بشكل خاص مع بداية الأسبوع، حيث بدا أن المستثمرين قد تخلوا عن أي أمل في
  •  تراجع الإدارة الأميركية عن نهجها الحمائي. تحولت الجلسات إلى اللون الأحمر القاني، وانهارت
  •  الأسهم بوتيرة متسارعة. خلال ثلاثة أيام فقط، وصلت خسائر القيمة السوقية للأسهم العالمية إلى
  •  الرقم الفلكي المذكور، 9.5 تريليون دولار.

 

  1. ولم تكن المؤشرات الرئيسية بمنأى عن هذه العاصفة. تراجعت العقود الآجلة لمؤشر "ستاندرد أند
  2.  بورز 500"، الذي يعد مقياساً هاماً لصحة سوق الأسهم الأميركية، بنسبة مقلقة بلغت 3%. وفي
  3.  دلالة واضحة على تصاعد التوتر والخوف في أوساط المستثمرين، قفز مؤشر "VIX"، المعروف
  4.  بـ"مؤشر الخوف والتقلب"، إلى ما فوق مستوى 50 نقطة، وهو مستوى يشير إلى درجة عالية جداً
  5.  من القلق وعدم اليقين في السوق.

 

ولم تسلم الأسواق الأوروبية، حيث تراجع مؤشر "ستوكس 600 الأوروبي" بنسبة 5%، مسجلاً خسائر حادة. أما في آسيا، فقد شهدت الأسواق أسوأ أداء يومي لها منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، مما يؤكد الطبيعة العالمية للأزمة وتأثيرها العابر للقارات.

 

**أغنى الأغنياء في عين العاصفة  خسائر بـ 453 مليار دولار**

 


## حرب الرسوم تلقي بظلالها: كيف تبخرت مئات المليارات من ثروات أغنى أغنياء العالم؟

في قلب هذه الاضطرابات، وجد أغنى 10 أثرياء في العالم أنفسهم في مواجهة مباشرة مع تقلبات السوق العنيفة.

 ووفقاً للإحصاءات التي أعدتها "اندبندنت عربية"، استناداً إلى بيانات الثروة المتاحة، فإن صافي ثروات هؤلاء العشرة مجتمعين قد شهد انخفاضاً مذهلاً بنسبة 21.2% خلال الفترة الممتدة من أول فبراير إلى الأسبوع الأول من أبريل.

 

  • بلغ إجمالي الخسائر التي تكبدوها رقماً يصعب استيعابه: 453 مليار دولار أميركي. لقد انخفضت
  •  قيمة ثرواتهم المجمعة من حوالي 2132 مليار دولار (2.132 تريليون دولار) في بداية فبراير، إلى
  •  1679 مليار دولار (1.679 تريليون دولار) بحلول أوائل أبريل. هذا التآكل السريع في الثروة يسلط
  •  الضوء على مدى ارتباط ثروات هؤلاء الأقطاب بأداء أسهم شركاتهم العملاقة، والتي غالباً ما تكون
  •  شركات تكنولوجيا أو سلع فاخرة ذات امتدادات عالمية واسعة، وبالتالي فهي حساسة للغاية للتوترات
  •  التجارية واضطراب سلاسل الإمداد العالمية.

 

**تفاصيل الخسائر من ماسك إلى برين**

 


## حرب الرسوم تلقي بظلالها: كيف تبخرت مئات المليارات من ثروات أغنى أغنياء العالم؟

لم يكن التأثير متساوياً على جميع أعضاء نادي الأثرياء العشرة، لكن الخسائر كانت السمة الغالبة:

 

1.  **إيلون ماسك:** تصدر مؤسس شركة "تيسلا" و"سبيس إكس" قائمة الخاسرين من حيث القيمة المطلقة والنسبية. شهدت ثروته انخفاضاً حاداً بنسبة 29.4%، حيث تبخر ما يقرب من 126 مليار دولار من صافي ثروته، لتتراجع من 428 مليار دولار إلى 302 مليار دولار. يعكس هذا الانخفاض الكبير قلق المستثمرين بشأن تأثير الرسوم الجمركية على صناعة السيارات الكهربائية، وسلاسل التوريد المعقدة لـ"تيسلا"، واعتمادها على الأسواق العالمية الرئيسية مثل الصين.

 

2.  **جيف بيزوس:** مؤسس عملاق التجارة الإلكترونية "أمازون"، حل ثانياً بخسائر كبيرة بلغت 63 مليار دولار، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 24.6% في ثروته التي نزلت من 256 مليار دولار إلى 193 مليار دولار. تتأثر "أمازون" بشكل مباشر بالتوترات التجارية نظراً لشبكتها اللوجستية العالمية واعتمادها على تدفق السلع عبر الحدود.

 

3.  **مارك زوكربيرغ:** مؤسس "ميتا" (فيسبوك سابقاً)، لم يكن بمنأى عن العاصفة. تراجعت ثروته بنسبة 24.7%، فاقداً 59 مليار دولار، لتهبط من 238 مليار دولار إلى 179 مليار دولار. تتأثر شركات التكنولوجيا مثل "ميتا" بتقلبات الإنفاق الإعلاني العالمي الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة الاقتصادية العامة، والتي تهددها الحروب التجارية.

 

4.  **برنارد أرنو:** قطب السلع الفاخرة الفرنسي ورئيس مجلس إدارة مجموعة "LVMH"، شهد انخفاضاً في ثروته بنسبة 23.61%، بخسائر بلغت 49 مليار دولار، لتتراجع ثروته من 207 مليارات دولار إلى 158 مليار دولار. تعتمد شركات السلع الفاخرة بشكل كبير على المستهلكين الأثرياء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأسواق التي قد تتأثر بالرسوم الجمركية والتباطؤ الاقتصادي.

 

5.  **بيل غيتس:** المؤسس المشارك لشركة "مايكروسوفت"، شهد تراجعاً أقل حدة نسبياً، حيث انخفضت ثروته بنسبة 6.6%، فاقداً 11 مليار دولار، لتنخفض من 166 مليار دولار إلى 155 مليار دولار. قد يعكس هذا الانخفاض الأقل حدة التنوع النسبي لاستثمارات غيتس خارج أسهم "مايكروسوفت".

 

6.  **وارن بافيت:** "حكيم أوماها" ورئيس شركة "بيركشاير هاثاواي" كان الاستثناء الوحيد الملحوظ في هذه القائمة. ففي خضم الاضطراب، ارتفعت ثروته بنسبة 5.4%، مضيفاً 8 مليارات دولار إلى صافي ثروته التي زادت من 147 مليار دولار إلى 155 مليار دولار. يُعزى هذا الأداء الإيجابي غالباً إلى استراتيجية بافيت الاستثمارية القائمة على القيمة، وتركيز "بيركشاير هاثاواي" على شركات أكثر استقراراً في قطاعات مثل التأمين والمرافق والسلع الاستهلاكية، والتي قد تكون أقل تأثراً بالتقلبات التجارية المباشرة، بالإضافة إلى قدرة بافيت على اقتناص الفرص في الأسواق المنخفضة.

 

7.  **لاري إليسون:** مؤسس شركة "أوراكل"، تكبد خسائر كبيرة بلغت 48 مليار دولار، بانخفاض نسبته 24.2%، لتتراجع ثروته من 198 مليار دولار إلى 150 مليار دولار، مما يعكس تراجع أسهم التكنولوجيا بشكل عام.

 

8.  **لاري بيغ:** المؤسس المشارك لشركة "غوغل" (التابعة لـ"ألفابت")، خسر 40 مليار دولار، مسجلاً تراجعاً بنسبة 23% في ثروته التي انخفضت من 174 مليار دولار إلى 134 مليار دولار.

 

9.  **ستيف بالمر:** الرئيس التنفيذي السابق لشركة "مايكروسوفت" وأحد كبار مساهميها، شهد انخفاضاً في ثروته بنسبة 18%، فاقداً 28 مليار دولار، لتتراجع من 155 مليار دولار إلى 127 مليار دولار.

 

10. **سيرغي برين:** المؤسس المشارك الآخر لـ"غوغل"، جاء في المركز الأخير في هذه القائمة، بخسائر بلغت 37 مليار دولار، وهو ما يمثل تراجعاً بنسبة 22.7%، حيث انخفضت ثروته من 163 مليار دولار إلى 126 مليار دولار.

 

**خاتمة دروس من قلب العاصفة**

 

إن التآكل السريع والكبير في ثروات أغنى أغنياء العالم خلال فترة قصيرة بسبب حرب الرسوم الجمركية ليس مجرد قصة عن تقلبات ثروات النخبة، بل هو مؤشر قوي على الهشاشة الكامنة في النظام المالي العالمي أمام الصدمات الجيوسياسية والاقتصادية. لقد أظهرت هذه الفترة كيف يمكن لقرارات سياسية حمائية أن تثير موجات من عدم اليقين، وتدفع المستثمرين إلى حالة من الذعر، وتؤدي إلى خسائر فادحة عبر الطيف الاقتصادي بأكمله، بدءاً من الأسواق الواسعة ووصولاً إلى قمة هرم الثروة.

 

كما سلطت الضوء على الارتباط الوثيق بين الاقتصاد العالمي والأسواق المالية، وكيف أن الشركات العملاقة التي تشكل المصدر الرئيسي لثروات هؤلاء الأقطاب تعتمد بشكل كبير على التجارة الحرة وسلاسل الإمداد المستقرة. وعندما تتعرض هذه الأسس للتهديد، فإن التأثير يكون سريعاً ومؤلماً. قصة هذه الخسائر تذكرنا بأن الثروة، حتى في أعلى مستوياتها، ليست محصنة ضد رياح التغيير والاضطراب التي تهب على الاقتصاد العالمي. ويبقى السؤال مفتوحاً حول التداعيات طويلة الأمد لمثل هذه الحروب التجارية على النمو الاقتصادي العالمي واستقرار الأسواق في المستقبل.


سؤال وجواب


**السؤال 1:** ما هو السبب الرئيسي وراء الخسائر الكبيرة التي تكبدها أغنى 10 أثرياء في العالم خلال الفترة المذكورة (من بداية فبراير حتى الأسبوع الأول من أبريل)؟

**الجواب 1:** السبب الرئيسي هو توسع "حرب الرسوم الجمركية" التي بدأت بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن رسوم تجارية جديدة، وما تبع ذلك من استمرار نزف أسواق المال والبورصات العالمية وحالة عدم اليقين والقلق التي سادت بين المستثمرين، مما أدى إلى عمليات بيع مكثفة وانخفاض قيمة الأسهم بشكل كبير.

**السؤال 2:** كم بلغ إجمالي حجم الخسائر التي تعرضت لها ثروات أغنى 10 مليارديرات مجتمعين خلال هذه الفترة؟

**الجواب 2:** بلغ إجمالي حجم الخسائر التي تعرضت لها ثروات أغنى 10 مليارديرات مجتمعين نحو 453 مليار دولار أميركي، حيث انخفضت قيمة ثرواتهم المجمعة من 2132 مليار دولار إلى 1679 مليار دولار، أي بنسبة تراجع بلغت 21.2%.

**السؤال 3:** وفقاً لوكالة "بلومبيرغ" المذكورة في المقال، ما هو حجم الخسائر المقدرة في القيمة السوقية للأسهم العالمية بسبب حرب الرسوم؟

**الجواب 3:** قدرت وكالة "بلومبيرغ" أن نحو 9.5 تريليون دولار أميركي قد تبخرت من القيمة السوقية للأسهم حول العالم منذ إعلان الرئيس الأميركي عن الرسوم التجارية الجديدة وحتى وقت كتابة التقرير.

**السؤال 4:** من هو الملياردير الذي تصدر قائمة الخاسرين الأكبر ضمن أغنى 10 أشخاص في العالم خلال هذه الفترة، وكم بلغت نسبة خسارته؟

**الجواب 4:** الملياردير الذي تصدر قائمة الخاسرين هو إيلون ماسك، مؤسس شركة "تيسلا". انخفضت ثروته بنسبة 29.4%، حيث تراجع صافي ثروته من 428 مليار دولار إلى 302 مليار دولار.

**السؤال 5:** هل كان هناك أي استثناء ضمن قائمة أغنى 10 أثرياء، بمعنى هل استطاع أحدهم زيادة ثروته خلال هذه الفترة المضطربة؟

**الجواب 5:** نعم، كان هناك استثناء واحد وهو الملياردير وارن بافيت. فقد ارتفعت ثروته بنسبة 5.4%، مضيفاً 8 مليارات دولار إلى صافي ثروته التي زادت من 147 مليار دولار إلى 155 مليار دولار خلال نفس الفترة.

## حرب الرسوم تلقي بظلالها: كيف تبخرت مئات المليارات من ثروات أغنى أغنياء العالم؟


تعديل
author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent