recent
أخبار ساخنة

**هجوم سيبراني واسع النطاق يشل قطاع التجزئة البريطاني ويثير مخاوف أمنية عميقة**

الصفحة الرئيسية
الحجم
محتويات المقال

 

**هجوم سيبراني واسع النطاق يشل قطاع التجزئة البريطاني ويثير مخاوف أمنية عميقة**

 

في تطور مقلق يسلط الضوء على هشاشة البنى التحتية الرقمية، تعرض قطاع التجزئة في المملكة المتحدة لهجوم سيبراني مدمر خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما أدى إلى شلل جزئي في عمليات سلاسل متاجر كبرى وأثار موجة من القلق تمتد إلى قطاعات حيوية أخرى، أبرزها التكنولوجيا المالية وأنظمة الدفع الإلكتروني. الهجوم، الذي يُعتقد أنه من تنفيذ مجموعات متخصصة في قرصنة الفدية، لم يكشف فقط عن نقاط ضعف قائمة، بل دق ناقوس الخطر بشأن التهديدات المتصاعدة التي تواجه الاقتصاد الرقمي الحديث.


في تطور مقلق يسلط الضوء على هشاشة البنى التحتية الرقمية، تعرض قطاع التجزئة في المملكة المتحدة لهجوم سيبراني مدمر خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما أدى إلى شلل جزئي في عمليات سلاسل متاجر كبرى وأثار موجة من القلق تمتد إلى قطاعات حيوية أخرى، أبرزها التكنولوجيا المالية وأنظمة الدفع الإلكتروني. الهجوم، الذي يُعتقد أنه من تنفيذ مجموعات متخصصة في قرصنة الفدية، لم يكشف فقط عن نقاط ضعف قائمة، بل دق ناقوس الخطر بشأن التهديدات المتصاعدة التي تواجه الاقتصاد الرقمي الحديث.
**هجوم سيبراني واسع النطاق يشل قطاع التجزئة البريطاني ويثير مخاوف أمنية عميقة**

**هجوم سيبراني واسع النطاق يشل قطاع التجزئة البريطاني ويثير مخاوف أمنية عميقة**

البداية

بدأت فصول هذه الأزمة قبل نحو أسبوعين، حيث استهدفت الهجمات أنظمة معلوماتية لسلاسل تجزئة عريقة وشهيرة مثل "هارودز"، و"ماركس أند سبنسر"، و"كو أوب" (الجمعية التعاونية)، وغيرها. وقد تركزت الآثار المباشرة في تعطيل استقبال الطلبات عبر الإنترنت، وإيقاف أنظمة الدفع المباشر باستخدام بطاقات الائتمان في العديد من الفروع، مما تسبب في خسائر مالية مباشرة وإرباك كبير للمستهلكين.

 

  • لم تقتصر التداعيات على الجانب المالي المباشر، بل امتدت لتشمل سلاسل الإمداد والتوريد. سرعان
  •  ما انتشرت صور الأرفف الفارغة في العديد من المتاجر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث
  •  عجزت الأنظمة المخترقة عن إدارة المخزون وتنسيق عمليات التوريد بكفاءة. وأفادت تقارير، منها ما
  •  نشرته صحيفة "ديلي تلغراف"، عن لافتات اعتذار وُضعت في بعض المتاجر المتضررة كُتب عليها
  •  "نأسف، لدينا مشكلة في توفر السلع، سنحلها قريباً". وأشارت التقارير إلى نقص حاد في سلع أساسية
  •  كالخضروات والفواكه الطازجة، واللحوم، ومنتجات الألبان، نتيجة مباشرة لتعطل أنظمة التوريد
  •  اللوجستية.

 أصابع الاتهام

 

**هجوم سيبراني واسع النطاق يشل قطاع التجزئة البريطاني ويثير مخاوف أمنية عميقة**

تُشير أصابع الاتهام الأولية إلى مجموعات قرصنة تستخدم برمجيات الفدية الخبيثة، 

من بينها برامج شهيرة في عالم الجريمة السيبرانية مثل "دراغون فورس" (DragonForce) و"سكاترد سبايدر" (Scattered Spider). تعمل هذه المجموعات على اختراق الأنظمة وتشفير البيانات، ثم تطالب بفدية مالية ضخمة مقابل إعادة الوصول إليها أو عدم تسريبها.

  1.  وفي هذا السياق، أقرت شيرين خوري، الرئيس التنفيذي لسلسلة محال "كو أوب"، في رسالة موجهة
  2.  للعملاء، بأن "عدداً محدوداً" من معلومات العملاء قد تم اختراقه، معربة عن أسفها العميق لما حدث.
  3.  وأكدت السلسلة تعاونها الوثيق مع السلطات المختصة، بما في ذلك المركز الوطني للأمن السيبراني
  4.  ووكالة الجرائم الوطنية، في إطار التحقيقات الجارية.

 

ونقلت شبكة "سكاي نيوز" عن خبراء في شركات الأمن السيبراني البريطانية وصفهم لهذه المجموعات بأنها "من أخطر مجموعات التهديد السيبراني وأكثرها نشاطاً". ويُعتقد أن بعض هذه المجموعات يتألف من أفراد شباب، بريطانيين وأمريكيين، يستغلون أدوات اختراق متاحة على "الويب المظلم" (Dark Web) لاستهداف شبكات الأعمال والمؤسسات.

 مكافحة

تجاوزت الأزمة قطاع التجزئة لتثير قلقاً أوسع نطاقاً. فقد أصدرت سلطات مكافحة الجرائم والأمن السيبراني تحذيرات عاجلة للشركات والمؤسسات كافة،

 داعية إياها إلى مراجعة وتحديث إجراءاتها الأمنية. ونصحت بشكل خاص بالتدقيق في أقسام الدعم الفني لتكنولوجيا المعلومات، حيث غالباً ما يستغل القراصنة هذه الأقسام كنقطة ضعف للدخول إلى الشبكات. واعتبر المركز الوطني للأمن السيبراني أن "هذه الهجمات يجب أن تكون جرس إنذار لكل المؤسسات".

 المخاوف

وتتجه المخاوف الآن نحو إمكانية توسع هذه الهجمات لتطال قطاع التكنولوجيا المالية (FinTech) وأنظمة الدفع الإلكتروني. فقد أصبحت بريطانيا هدفاً رئيسياً لمجموعات القرصنة التي تسعى لابتزاز الأموال. ويُعتبر قطاع التكنولوجيا المالية، الذي يعالج معاملات مالية بمليارات الدولارات يومياً، حساساً للغاية لمثل هذه الاختراقات.

  1.  إن الترابط الوثيق بين شركات التكنولوجيا المالية ومختلف المؤسسات المالية الكبرى والشركات
  2.  الأخرى يجعلها "هدفاً هشاً"؛ فاختراق شركة واحدة قد يؤدي إلى تأثير الدومينو، مسبباً أضراراً
  3.  جسيمة للنظام المالي برمته.

 الخبراء

لمواجهة هذه التهديدات المتزايدة، يشدد الخبراء على ضرورة قيام شركات التكنولوجيا المالية بتعزيز طبقات الأمان السيبراني لديها، خاصة ضد برمجيات الفدية مثل "رانسوم وير" الذي استُخدم في الهجوم على "ماركس أند سبنسر".

 كما يجب على هذه الشركات إعداد خطط طوارئ فعالة تضمن استعادة الأنظمة بسرعة في حال تعرضها للاختراق. ويتضمن ذلك فحص وتدقيق مصادر البرمجيات التي تستخدمها، حيث تُعد سلاسل الإمداد التكنولوجي حلقة ضعيفة يمكن استغلالها. وأخيراً، تبرز أهمية حماية بيانات العملاء والمستخدمين بشكل صارم، وضمان قدرة الشركات العميلة على استئناف نشاطها بسرعة بعد أي هجوم، وهو ما يجب أن يكون أولوية قصوى في استراتيجيات الأمن السيبراني المستقبلية.

الختام

 إن المعركة ضد الجريمة السيبرانية هي معركة مستمرة تتطلب يقظة دائمة وتكيفاً مستمراً مع تكتيكات المهاجمين المتطورة.


**هجوم سيبراني واسع النطاق يشل قطاع التجزئة البريطاني ويثير مخاوف أمنية عميقة**


تعديل
author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent