### **بين فرصة مهدرة وضربة موجعة: الأهلي يدفع ثمنًا باهظًا في افتتاحية مونديال الأندية**
في ليلة كانت مهيأة لتكون تاريخية بكل المقاييس
على ملعب "هارد روك" في أمريكا، خرج النادي الأهلي المصري بنقطة واحدة
من مواجهته الافتتاحية في كأس العالم للأندية 2025 أمام إنتر ميامي، بنتيجة تعادل
سلبي (0-0). ورغم أن النتيجة في ظاهرها قد تبدو إيجابية ضد فريق يضم أساطير بحجم
ليونيل ميسي، إلا أن تفاصيل المباراة وما خلفته من تداعيات ترسم صورة مغايرة، صورة
يطغى عليها شعور عميق بالحسرة على فرصة ذهبية أُهدرت، وخسائر تتجاوز مجرد نقطتين
ضائعتين.
![]() |
### **بين فرصة مهدرة وضربة موجعة: الأهلي يدفع ثمنًا باهظًا في افتتاحية مونديال الأندية** |
1. لماذا يُعتبر تعادل
الأهلي مع إنتر ميامي "فرصة كبرى ضائعة" بالرغم من أنها نتيجة إيجابية
ظاهريًا؟
2. ما هو الجدل الذي
أحاط بركلة الجزاء المهدرة، ومن كان المتخصص الأول بتسديدها حسب تصريحات وسام أبو
علي؟
3. بعيدًا عن النتيجة،
ما هي الخسارة الأكبر التي تعرض لها الأهلي في المباراة والتي ستؤثر على بقية
مشواره في البطولة؟
4. كيف يؤثر هذا التعادل
على موقف الأهلي استراتيجيًا وماليًا قبل مواجهة فريقي بالميراس وبورتو؟
بداية الاهلى
بدأ الأهلي المباراة بقوة وشخصية البطل، فارضًا
سيطرة شبه مطلقة على مجريات الشوط الأول. نجح الفريق في تحييد خطورة إنتر ميامي
بالكامل، وعزل مفاتيح لعبه، ليتحول اللقاء إلى عرض من طرف واحد. تمكن لاعبو الأهلي
من خلق سيل من الفرص المحققة، حيث سددوا ست كرات على المرمى، لكنهم اصطدموا بتألق
استثنائي من الحارس الأرجنتيني أوسكار أوستاري، الذي نصب نفسه نجمًا للمباراة بلا
منازع، وأنقذ فريقه من هزيمة كانت تبدو حتمية.
- جاءت ذروة الدراما في الدقيقة 43 عندما احتُسبت ركلة جزاء صحيحة للأهلي. كانت هذه هي اللحظة
- المثالية لترجمة السيطرة الميدانية إلى تقدم مستحق. لكن ما حدث كشف عن شرخ بسيط في التنظيم
- داخل الملعب؛ فخلافًا للترتيب المتفق عليه، تقدم محمود حسن "تريزيغيه" لتسديد الركلة بدلًا من
- المتخصص الأول
المهاجم وسام أبو علي. ورغم ثقته بنفسه، إلا أن تسديدته وجدت طريقها إلى قفازات الحارس أوستاري المتألق. هذه الواقعة، التي أكدها أبو علي في تصريحاته بقوله: "أنا الأول في ترتيب المسددين، لكن تريزيغيه أراد تسديدها"، ألقت بظلال من الجدل حول إدارة اللحظات الحاسمة. من جهته، حاول المدير الفني خوسيه ريبيرو تخفيف الضغط، مؤكدًا أن "التركيز على ركلة جزاء واحدة ليس صوابًا، فالفريق أهدر فرصًا عديدة غيرها".
خسائر الأهلى
ولم تقتصر خسائر الأهلي على النقاط المهدورة، بل
امتدت لتشمل ضربة موجعة تمثلت في الإصابة الخطيرة التي تعرض لها نجم خط الوسط
الديناميكي، إمام عاشور، في الدقيقة 14. التشخيص كشف عن كسر في عظمة الترقوة، وهي
إصابة قاسية ستبعده عن الملاعب لمدة شهرين تقريبًا، لتنتهي مشاركته في المونديال
بشكل مبكر. خسارة عاشور لا تعني فقط فقدان لاعب، بل فقدان المحرك الذي يربط بين
الدفاع والهجوم، وهو ما سيجبر ريبيرو على إعادة ترتيب أوراقه في أصعب مراحل
البطولة.
- على الجانب الآخر، لم يخفِ خافيير ماسكيرانو، مدرب إنتر ميامي، إعجابه بقوة الأهلي، معترفًا بأن
- فريقه "كان متوترًا وقلقًا في الشوط الأول". وأوضح أن فريقه تحسن في الشوط الثاني عندما أصبح
- "أكثر صبرًا" ونجح في إيجاد ميسي في المساحات المناسبة، مما شكل خطورة نسبية على مرمى
- محمد الشناوي.
في المحصلة النهائية
تبدو نتيجة التعادل مكلفة
للغاية للأهلي من ثلاثة جوانب. **أولًا، الجانب الاستراتيجي**: أهدر الفريق فرصة
حصد ثلاث نقاط ثمينة أمام المنافس الذي يُعتبر نظريًا الأقل قوة في مجموعة تضم
عملاقي البرازيل والبرتغال، بالميراس وبورتو. الفوز كان سيمنح الأهلي دفعة معنويةهائلة ويضعه في موقف تفاوضي قوي قبل المواجهتين الأصعب.
**ثانيًا، الجانب المالي**: وفقًا للوائح البطولة، حرم التعادل خزينة النادي من مليون دولار إضافي
حيث يحصل الفائز على
مليوني دولار مقابل مليون واحد للتعادل.
**ثالثًا، وهو الأهم، الجانب الفني والبشري**: تمثلت
الخسارة الأكبر في فقدان خدمات إمام عاشور، اللاعب الذي لا يمكن تعويضه بسهولة.
الختام
لقد غادر الأهلي ملعب "هارد روك" بنقطة،
لكنه ترك خلفه أسئلة كثيرة حول القدرة على حسم المباريات الكبرى، وترك إحساسًا
طاغيًا بأن ما ضاع كان أكبر بكثير مما تحقق، ليجد نفسه الآن أمام مهمة شبه مستحيلة
في مجموعة الموت.