recent
أخبار ساخنة

### **شو مياكي والسينما اليابانية يتألقان: فيلم "تابي تو هيبي" يحصد النمر الذهبي في مهرجان لوكارنو **

الصفحة الرئيسية

 

### **شو مياكي والسينما اليابانية يتألقان: فيلم "تابي تو هيبي" يحصد النمر الذهبي في مهرجان لوكارنو **

 

أسدل الستار على فعاليات الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان لوكارنو السينمائي، أحد أعرق المهرجانات السينمائية في أوروبا، بعد أحد عشر يوماً (6 - 16 أغسطس/آب) من العروض المكثفة والنقاشات الثرية التي احتفت بالفن السابع. وفي ليلة التتويج التي أقيمت في ساحة "بيازا غراندي" الشهيرة، توجهت الأنظار نحو اليابان، حيث حصد المخرج الشاب شو مياكي أرفع جوائز المهرجان، "النمر الذهبي"، عن فيلمه الآسر "تابي تو هيبي" (Tabi no Hibi)، الذي يُترجم إلى "موسمان، غريبان".

أسدل الستار على فعاليات الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان لوكارنو السينمائي، أحد أعرق المهرجانات السينمائية في أوروبا، بعد أحد عشر يوماً (6 - 16 أغسطس/آب) من العروض المكثفة والنقاشات الثرية التي احتفت بالفن السابع. وفي ليلة التتويج التي أقيمت في ساحة "بيازا غراندي" الشهيرة، توجهت الأنظار نحو اليابان، حيث حصد المخرج الشاب شو مياكي أرفع جوائز المهرجان، "النمر الذهبي"، عن فيلمه الآسر "تابي تو هيبي" (Tabi no Hibi)، الذي يُترجم إلى "موسمان، غريبان".
### **شو مياكي والسينما اليابانية يتألقان: فيلم "تابي تو هيبي" يحصد النمر الذهبي في مهرجان لوكارنو **


### **شو مياكي والسينما اليابانية يتألقان: فيلم "تابي تو هيبي" يحصد النمر الذهبي في مهرجان لوكارنو **

  • يأتي هذا الفوز ليشكل علامة فارقة في مسيرة مياكي، ويؤكد من جديد على الحضور القوي للسينما
  •  اليابانية المعاصرة في المحافل الدولية، والتي تواصل تقديم رؤى فنية فريدة ومبتكرة.

#### **النمر الذهبي يذهب إلى اليابان فوز مستحق لـ"شو مياكي"**

 

منحت لجنة التحكيم الدولية، التي ترأسها هذا العام المخرج الكمبودي-الفرنسي المرموق ريثي بان، جائزتها الكبرى لعمل سينمائي وصفه النقاد بأنه "قصيدة بصرية هادئة وعميقة". فيلم "تابي تو هيبي" لم يكن مجرد قصة، بل تجربة تأملية في جوهر عملية الخلق الفني والعلاقات الإنسانية العابرة.

 

  • شو مياكي، البالغ من العمر 41 عاماً، ليس وجهاً جديداً بالكامل على الساحة الدولية، لكن هذا التتويج
  •  يضعه الآن في مصاف كبار المخرجين اليابانيين. ليصبح بذلك رابع مخرج ياباني في تاريخ
  •  المهرجان يفوز بهذه الجائزة المرموقة. ويُذكر أن مياكي شارك سابقاً في المسابقة الرسمية للمهرجان
  •  بفيلم "بلايباك" (Playback) عام 2012، كما عرضت أعماله في مهرجان برلين، مما يدل على
  •  مسيرة فنية متصاعدة ومدروسة.

 

هذا الفوز لا يمثل تقديراً لفيلم بعينه، بل هو احتفاء بنهج سينمائي يراهن على البساطة الظاهرية ليغوص في أعماق النفس البشرية، وهو النهج الذي برعت فيه السينما اليابانية على مر تاريخها.

 

#### **نظرة عميقة على الفيلم الفائز "تابي تو هيبي"**

 

يستلهم شو مياكي في فيلمه "تابي تو هيبي" روحه من عوالم المانغا (القصص المصورة اليابانية)، لكنه يقدمها بلغة سينمائية خالصة. الفيلم، الذي من المقرر أن يبدأ عرضه التجاري في اليابان في نوفمبر المقبل، يبني سرده على مستويين متداخلين: الواقع والخيال، أو بالأحرى، القصة وكواليس كتابتها.

 

  1. يقدم الفيلم في جزئه الأول قصة شابين يلتقيان على شاطئ صيفي، في مشاهد مليئة بالشاعرية البصرية
  2.  والتفاصيل الدقيقة التي ترسم بداية علاقة محتملة. لكن سرعان ما ينقلنا المخرج إلى واقع آخر، حيث
  3.  نكتشف أن هذه القصة هي من بنات أفكار كاتبة سيناريو (تؤدي دورها ببراعة الممثلة الكورية
  4.  الجنوبية شيم أون كيونغ)، التي نراها وهي تدون ملاحظاتها في دفتر صغير.

 

في الجزء الثاني، تصبح الكاتبة نفسها هي محور الأحداث، حيث تلتقي برجل غريب في منتجع شتوي تغطيه الثلوج. هنا، يتحول الفيلم إلى تأمل في العزلة، واللقاءات غير المتوقعة، وكيف تتغذى الكتابة والإبداع من تفاصيل الحياة اليومية والتجارب الشخصية.

 

ما يميز "تابي تو هيبي" هو ابتعاده التام عن الحبكات التقليدية والأحداث الصاخبة. الفيلم عبارة عن مجموعة من المنمنمات البصرية، ولحظات الصمت المفعمة بالمعاني، وكادرات تصويرية مذهلة في بساطتها وتركيبها الجمالي. يثبت مياكي أن الكادر الواحد أو نظرة عابرة يمكن أن تحمل من الثقل الدرامي ما يفوق حوارات مطولة.

 إنه فيلم يدعونا إلى التأمل والنظر إلى ما وراء السطح، ليكشف عن شخصيات تبدو عادية لكنها تحمل في دواخلها عوالم معقدة وعصية على التصنيف.

 

#### **من هو شو مياكي؟ مسيرة مخرج يتغذى من شغفه بالسينما**

 

يُعد شو مياكي واحداً من الأصوات السينمائية الواعدة في جيله. يمتلك في رصيده أعمالاً متنوعة تشمل الأفلام الروائية والوثائقية والأعمال التلفزيونية، وحتى التجهيزات الفنية البصرية. يذكر مياكي اسم مواطنه المخرج ريسوكي هاماغوتشي (صاحب الفيلم الشهير "قد سيارتي") كأحد أبرز ملهميه، وهو ما يظهر في الاهتمام المشترك بالشخصيات المعقدة والحوارات العميقة.

 

  • يروي مياكي أن علاقته بالسينما بدأت في سن الخامسة عشرة بفيلم قصير لم يتجاوز ثلاث دقائق
  •  صنعه مع أصدقائه. هذه التجربة الأولى، رغم بساطتها، أشعلت فيه شغفاً لا ينطفئ. ويصف علاقته
  •  بالسينما بكلمات مؤثرة تعكس فلسفته: "نحن نصنع الأفلام لأن كل ما يحدث في الحياة يحدث مرة
  •  واحدة فقط... دوافعنا تنبع من مشاعر لا تُحصى: فرحة العمل مع من نحب، ودهشة المجهول،
  •  والغضب من الظلم، وتلك الرجفة التي يصعب وصفها حين تتبدل نظرتك إلى العالم من جذورها".

 

هذا الشغف العميق يظهر جلياً في أعماله، حيث يبدو أن مسيرته المهنية ستشهد انطلاقة جديدة وقوية بعد فوزه بجائزة لوكارنو الكبرى.

 

#### **جوائز المسابقة الدولية الأخرى تكريمات لافتة وحضور عربي مميز**

 

لم يقتصر التكريم في لوكارنو على السينما اليابانية، بل شمل أعمالاً سينمائية جريئة من مختلف أنحاء العالم:

 

*   **جائزة لجنة التحكيم الخاصة:** ذهبت للفيلم النمساوي-الألماني **"الحلزون الأبيض" (The White Snail)** للمخرجين إلسا كرمسر وليفين بيتر. يتناول الفيلم قصة عارضة أزياء بيلاروسية تلتقي بشاب يعمل في مشرحة، وهو لقاء يقلب مفاهيمها عن الجسد والجمال والفناء، ويفتح الباب أمام علاقة حب غير متوقعة تنشأ في ظلال الوحدة.

*   **جائزة أفضل أداء تمثيلي:** مُنحت مناصفةً لكل من **ماريا إمبرو وميخائيل سينكوف** عن دورهما في "الحلزون الأبيض"، و**مانويلا مارتيللي وآنا ماريا فيسيلتشيك** عن فيلم **"الله لن يساعد" (God Will Not Help)** للمخرجة الكرواتية هانا يوشيك.

*   **جائزة أفضل إخراج وحضور عربي مشرف:** كانت من نصيب المخرج العراقي المقيم في لبنان، **عباس فاضل**، عن فيلمه الوثائقي المؤثر **"حكايات الأرض الجريحة"**. الفيلم هو توثيق إنساني عميق للعدوان الإسرائيلي الأخير على جنوب لبنان، حيث يركز فاضل على قصص المدنيين وصمودهم وتمسكهم بالحياة وسط الدمار. وما يميز عمل فاضل هو أنه صُنع بجهود شخصية ومعدات بسيطة على مدى 15 شهراً، بعيداً عن قيود الإنتاج، مما منحه صدقاً وواقعية نادرة.

 

#### **مستقبل مهرجان لوكارنو بين التاريخ العريق والمنافسة الشرسة**

 

في ختام الدورة، أعرب المدير الفني للمهرجان، جونا نازارو، عن فخره بالأعمال المشاركة، قائلاً: "نحن على يقين أن هذه الأعمال ستصمد أمام اختبار الزمن، وستتحول إلى منارات أمل للمواهب الشابة".

 

  1. ومع ذلك، ورغم هذا التفاؤل المبرر، يواجه مهرجان لوكارنو تحديات كبيرة للحفاظ على مكانته
  2.  المرموقة. فالمنافسة شرسة مع المهرجانات الثلاثة الكبرى: كان (وجائزته السعفة الذهبية)، البندقية
  3.  (الأسد الذهبي)، وبرلين (الدب الذهبي). فوز "النمر" في لوكارنو يمنحه دفعة قوية، لكن الرهان على
  4.  التفوق المستمر يتطلب أكثر من مجرد تاريخ عريق.

 يحتاج المهرجان إلى استراتيجيات ذكية لاستقطاب أفضل الأفلام والمواهب، واقتناص الفرص لتقديم اكتشافات سينمائية حقيقية، وهو هدف ليس بالسهل في ظل المشهد السينمائي العالمي المتغير.

 فى الختام

يبقى فوز شو مياكي بـ"النمر الذهبي" هذا العام شهادة على أن لوكارنو لا يزال قادراً على تسليط الضوء على سينما جريئة ومختلفة، وعلى الاحتفاء بالأصوات الفنية التي قد لا تجد مكانها في المهرجانات الأكثر بريقاً وضجيجاً.

### **شو مياكي والسينما اليابانية يتألقان: فيلم "تابي تو هيبي" يحصد النمر الذهبي في مهرجان لوكارنو **



author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent