## الوشم كرمز للثورة والتعبير عن الذات: من العصابات إلى السياسة والإعلام
في عالم اليوم، لم يعد الوشم مجرّد زينة أو
علامة تميّز، بل صار وسيلة للتعبير عن الذات والتاريخ الشخصي، حاملًا معانٍ عميقة
تُجسّد الانتماءات، المعتقدات، والقيم. اختراق الوشم لعدّة مجالات، من العصابات
إلى السياسة والإعلام، يفتح أبوابًا جديدة للتفكير حول دور هذا الفن الجسدي في
تشكيل هويتنا وثقافتنا.
## الوشم كرمز للثورة والتعبير عن الذات: من العصابات إلى السياسة والإعلام |
في الماضي، ارتبط الوشم بشكلٍ كبير بصورٍ نمطية
معيّنة، غالبًا ما كانت تُربط بالمجرمين، العصابات، أو أفراد معيّنين من الطبقات
الدنيا. كانت هذه الصور النمطية تُعززها مخاوف ثقافية اجتماعية دينية، ما أدى إلى
تحريم الوشم ونظرة سلبية له في العديد من المجتمعات.
- إلا أنّ هذا المفهوم تغيّر بشكلٍ جذري في العقود الأخيرة
- حيث أصبحت الوشوم أكثر شيوعًا وانتشارًا
- خاصةً بين الشباب. باتت الوسيلة المثلى للتعبير عن الذات
- رفض التقاليد، أو التمسك بقيم معينة.
- كما شهدنا إقبالًا واسعًا من قبل المشاهير على الوشم،
- ما أدى إلى تحويله إلى موضة
عالمية وأسلوب حياة.
**الوشم في عالم السياسة: مظهر جديد للسلطة والتمرد؟**
يشهد العالم حاليًا ظاهرة جديدة غريبة، هي ظهور
الوشم في عالم السياسة. فبعد عقود من رفضه
واعتباره علامة تميّز عن الطبقات الدنيا،
بات الوشم رمزًا للتمرد على القواعد الاجتماعية والسياسية القديمة، وتعبيرًا عن إرادة التغيير والاختلاف.
تُثير ظاهرة الوشم لدى السياسيين عدّة تساؤلات
مهمّة، من بينها:
- * **كيف ينظر المجتمع إلى السياسيين الموشومين؟**
- * **هل يؤثر الوشم على صورة السياسي ونجاحه في الانتخابات؟**
- * **هل الوشم وسيلة للتعبير عن قيم معيّنة، أم مجرد موضة عابرة؟**
يُظهر تحليل سلوكيات السياسيين الموشومين أنّ
هناك العديد من الدوافع وراء اختيارهم هذا الفن الجسدي. بعضهم يختار الوشم للتعبير عن انتمائه إلىمجموعة معينة أو لرفع الوعي بمشاكل اجتماعية، بينما يختاره البعض الآخر كعلامة للتمرد على الصور النمطية التي تُحيط
بالسياسيين.
- مثلاً، ظهرت مؤخرًا عضو الكونغرس الأميركية لورن بويبرت بصورة وشم فوق خصرها
- ما أثار جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
- اعتبره البعض علامة تمرد على التقاليد السياسية الأمريكية
- بينما اعتبره البعض الآخر وسيلة لإرسال رسالة داعية إلى التغيير
- والتحدي للصور النمطية عن السياسيين.
**أمثلة على السياسيين الموشومين مجموعة من القصص**
تُشير الأبحاث إلى أنّ العديد من السياسيين، من مختلف أنحاء العالم، يمتلكون وشوماً على أجسادهم. من بين أشهر الأمثلة:
- * **الرئيس الأمريكي جون كينيدي:** كان يمتلك وشمين على ذراعيه العلويين، رسمهما خلال خدمته في الأسطول البحري أثناء الحرب العالمية الثانية.
- * **عضو الكونغرس الأمريكي غريغ لاندسمان:** كشف عن وشم عبارة عن آية من الكتاب المقدس مكتوبة بالعبرية على أحد كتفيه.
- * **عضو الكونغرس الديمقراطية روزا ديلاورو:** رسمت وشم وردة أعلى ذراعها في سنّ الـ 80.
- * **السناتور الأمريكي جون فتيرمان:** معروف بوشومه التي تُمثل جزءًا من شخصيته غير التقليدية، بعضها يحمل تواريخ لِحوادث قتل عنيفة وقعَت في مدينة برادوك خلال فترة عمله كرئيس للبلدية.
تُشير هذه الأمثلة إلى أنّ الوشم يُصبح جزءًا من هوية السياسي وُجهته
وُرسائله وُطريقة تفاعله
مع الجمهور.
**الوشم في عالم المشاهير علامة تجارية للتميّز والإبداع**
لا يُقتصر الوشم على عالم السياسة فقط، بل بات
حاضرًا بقوة في عالم المشاهير، حيث
يُستخدم كأداة للتسويق وُالترويج للعلامة التجارية الشخصية.
- يعمل عدد كبير من المشاهير
- من مغنيين وُرياضيين وُممثلين
- على رسم وشوم تُمثل هويتهم وُقِيَمَهُم
- وتُساهم في
تعزيز ربطهم بِجماهيرهم.
من بين أشهر الأمثلة:
- * **المغنية الأميركية ريهانا:** تُعرف بوشومها العديدة، من بينها وشم "الإلهة إيزيس" الذي رسمته على صدرها.
- * **نجم كرة القدم الإنجليزي ديفيد بيكهام:** يُغطّي جسده بالعديد من الوشوم، من بينها أسماء أبنائه وُبَناته.
- * **المغنية الليدي غاغا:** تمتلك عدداً من الوشوم الفنية المعبرة، من بينها وشم عن قصيدة للِكاتب الألماني ريلكه على ذراعها الأيمن.
- * **الممثلة أنجلينا جولي:** معروفة بوشومها، من بينها وشوم معلومات عن الأماكن التي وُلد فيها أطفالها التي وشمتها على ذراعها.
- * **نجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي:** رسم صورة والدته على كتفه وُوشم اسم ابنه "تياغو" على ساقه.
**الوشم ووسائل التواصل الاجتماعي منصة للإعلان عن الذات**
ساهم
التطور التكنولوجي وُانتشار
وسائل التواصل الاجتماعي
في زيادة قبول
الوشم وُتشجيع الناس
على التعبير عن
أنفسهم بِأسلوب أكثر
جرأة وُإبداعًا.
- أصبح الوشم وسيلة مُهمة لِجذب الانتباه
- وُنشر صور الوشم على منصات التواصل الاجتماعي
- بِشكل واسع، ما
أدى إلى نشر
الوعي وُالتقبّل لهذه
الثقافة.
**الوشم وُالتسويق ربط العلامات التجارية بِهوية الذات**
انتقل
الوشم من مجرد
زينة إلى أداة
للِتسويق وُالترويج لِلعَلامات
التجارية.
- بدأت عدة شركات استخدام الوشم في حملاتها الإعلانية
- من خلال التعاقد مع المشاهير وُتقديم صور لِمنتجاتها مع وشوم.
- كما أصبح الوشم جزءًا مُهمًا من هوية العلامة التجارية الشخصية
- لِبعض المشاهير، الذين
يُستخدمون الوشم لِلتعبير
عن قِيَمَهُم وُرسائلهم.
**خلاصة**
- الوشم لم يَعُد مَجرّد زينة أو موضة عابرة، بل أصبح رمزًا للِثورة وُالتعبير عن الذات.
- تُشير هذه الظاهرة إلى تَغيير في المُعتقدات وُالتقاليد وُنُظرة المجتمع إلى الوشم.
- بات الوشم وسيلة للِتعبير عن الِهوية وُالانتماء وُالتحدّي لِلقواعد وُالصُّور النِمطية المُعَتَدَ عَليها.
فُي عالم
اليوم، بات الوشم
جزءًا مُهمًا من
الثقافة وُالصورة الاجتماعية،
وُيُساهم في تشكيل
هويتنا وُتفاعلاتنا مع
المجتمع.