يا لوحةً أبدَعَها الباري
يا لوحةً أبدَعَها الباري صَنَعْ
جمالُكِ آيةٌ، للناظرِ مَتَعْ
عيناكِ بحرٌ فيهِ سِحْرٌ كامِنُ
يَغوصُ بهِ القلبُ الولهانُ الآمِنُ
وشعركِ ليلٌ فوقَ الكتفينِ انسَدَلْ
وثغرُكِ صبحٌ بالبَسماتِ اكْتَمَلْ
وخدُّكِ وردٌ مِنْ حياءٍ قدْ خَجِلْ
وصوتُكِ لحنٌ يُطْرِبُ السمعَ، عَذِلْ
إذا مَشيتِ، كالغزالِ رَشاقةً
تُثيرينَ في الأرجاءِ عِطرَ الأناقةِ
قوامُكِ الممشوقُ غصنٌ قدْ سما
والحُسنُ فيكِ قدْ تجلّى وارتَمى
أنتِ القصيدةُ، لمْ تُنْظَمْ حروفُها
إلا لِتُسبي العقلَ، تأسرينَ شُغوفَها
يا مَنْ إذا نظرتْ، تَخْفِقُ القلوبُ
ويَصْمُتُ الكونُ، تُسْكِتُ الخُطوبُ
سبحانَ مَنْ سواكِ بدراً ساطعاً
وجعلَ فيكِ الحسنَ دوماً رائعاً
فتباركَ الخلاقُ فيما قدْ وهَبْ
من فتنةٍ تُغري، وسحرٍ قدْ غَلَبْ