**مويسيس كايسيدو: الجوهرة الإكوادورية التي أعادت البريق لوسط تشيلسي وتوجت موسم 2025**
في تأكيد لما ذهبت إليه شبكة «The Athletic» المرموقة،
يتربع النجم الإكوادوري مويسيس كايسيدو على عرش أفضل لاعبي نادي تشيلسي لموسم 2024-2025.
هذا التتويج لم يكن وليد صدفة أو أداء عابر، بل هو نتاج موسم استثنائي للاعب الوسط
الذي أثبت أنه أكثر من مجرد صفقة قياسية، بل هو حجر الزاوية في مشروع "البلوز"
الطموح. ومع عودة الفريق اللندني المرتقبة إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم
القادم، يبدو اسم كايسيدو، بشخصيته الهادئة خارج المستطيل الأخضر وشراسته المحسوبة
داخله، هو العنوان الأبرز لهذا الإنجاز المتوقع.
![]() |
**مويسيس كايسيدو: الجوهرة الإكوادورية التي أعادت البريق لوسط تشيلسي وتوجت موسم 2025** |
التميز
إن أبرز ما يميز موسم كايسيدو هو تحقيقه لإنجازٍ يندر تكراره في ملاعب كرة القدم الحديثة؛ فقد كان اللاعب الوحيد ضمن كتيبة المدرب إنزو ماريسكا الشابة الذي خاض جميع مباريات تشيلسي الـ38 في الدوري الإنجليزي الممتاز كأساسي. هذا الرقم لا يعكس فقط قدرة بدنية هائلة، بل يشير إلى ثقة مطلقة من الجهاز الفني واعتماد كلي على قدراته.
- ولإدراك حجم هذا الإنجاز، يكفي أن نعلم أن آخر من حققه في صفوف "البلوز" كان القائد الإسباني
- سيزار أزبيليكويتا في موسم 2018-2019، أما على صعيد لاعبي خط الوسط، فيجب أن نعود
- بالذاكرة إلى الأسطورة فرانك لامبارد في موسم 2004-2005. انضمام كايسيدو إلى هذه الكوكبة
- المختارة هو شهادة حية على صلابته البدنية الاستثنائية وقدرته على التحمل، والأهم من ذلك، على
- مكانته الجوهرية التي لا يمكن المساس بها في تشكيلة الفريق.
نقطة الارتكاز
تكتيكياً، كان كايسيدو بمثابة نقطة الارتكاز الصلبة والمحورية في خط وسط ماريسكا، مما أتاح للفريق مرونة تكتيكية واسعة النطاق. فقد وفّر الغطاء اللازم للظهير العكسي للتجول بحرية وتقديم الإضافة الهجومية، كما منح الثنائي الموهوب كول بالمر وإنزو فرنانديز الثقة الكاملة للتركيز على الثلث الهجومي من الملعب
- دون خشية من انكشاف الخطوط الخلفية. في كثير من الأحيان، بدا كايسيدو وكأنه "الصمغ" الذي
- يربط أوصال الفريق ببعضه البعض، مانحاً إياه التوازن اللازم. حتى عندما اضطرته الظروف لشغل
- مركز الظهير الأيمن الذي ينضم إلى عمق الملعب بجوار روميو لافيا، أظهر قدرة فائقة على التأقلم
- وأداء الأدوار المركبة
بكفاءة عالية.
التألق
ولم يكن هذا التألق ليمر مرور الكرام على زملائه. كول بالمر، الذي كان هو نفسه مرشحاً قوياً للاحتفاظ بجائزة لاعب الموسم بعد أدائه الخارق في النصف الأول من 2024، لم يتردد في الإشادة بزميله الإكوادوري في تصريح لشبكة "سكاي سبورتس" عقب الانتصار الهام على ليفربول (3-1): "اللعب إلى جانب كايسيدو حلمٌ فعلاً.
- منذ بداية الموسم وحتى الآن، كان أفضل لاعب لدينا. إنه آلة لا تكلّ، يستعيد الكرة باستمرار، يمنح
- 100 في المائة من جهده كل يوم، متواضع، لطيف مع الجميع، والجميع يحبه". هذا التصريح يلخص
- الكثير عن شخصية كايسيدو
وتأثيره الإيجابي داخل غرفة الملابس وخارجها.
بالطبع، شهد الموسم تألق أسماء أخرى؛ فإنزو فرنانديز قدم لمحات فنية رائعة تحت إشراف ماريسكا، وعزز مارك كوكوريلا مكانته في قلوب الجماهير بأهدافه الحاسمة وإسهاماته من الرواق الأيسر، فيما كان ليفي كولويل صخرة دفاعية وسجل هدفاً لا يُنسى أمّن به تشيلسي المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال.
لكن الأداء المتكامل والثابت الذي قدمه كايسيدو على مدار الموسم، بالإضافة إلى حصده لجميع الجوائز الفردية المخصصة لفريق الرجال الأول في حفل جوائز النادي، حسم الجدل تماماً وأغلق باب النقاش حول أحقيته.
- نادراً ما يحظى لاعبو خط الوسط الدفاعي بالتقدير الإعلامي والجماهيري الذي يستحقونه، فهم الجنود
- المجهولون الذين يقومون بالأعمال الشاقة. لكن تاريخ تشيلسي يشذ عن هذه القاعدة؛ فكلود ماكيليلي
- أصبح أيقونة خالدة في هذا المركز، ونيمانيا ماتيتش حظي باحترام الجميع كبطل للدوري مرتين، أما
- نغولو كانتي فقد أذهل العالم بقدراته الخارقة على افتكاك الكرات وتغطية الملعب.
كايسيدو،
الذي ما زالت سنواته الذهبية أمامه، أثبت جدارته بالسير على خطى هؤلاء العمالقة،
بل وربما تجاوزهم في المستقبل. صحيح أن حماسه واندفاعه قد يؤديان أحياناً إلى
تدخلات مبالغ فيها وبطاقات صفراء متكررة، لكنها تبدو ضريبة مقبولة في سبيل استكشاف
أقصى حدود موهبته "التدميرية" لهجمات الخصوم.
الاحترام
الاحترام الذي بات يكنه له المنافسون واضح،
والتحسن الملحوظ في صلابة دفاع تشيلسي هذا الموسم يعود الفضل فيه بدرجة كبيرة إلى
الحماية التي يوفرها كايسيدو. ليفي كولويل لخص ذلك ببلاغة لقناة النادي: "مويسيس
يقطع كل الهجمات، ويجعل الأمور تبدو سهلة. لو كان لديّ ميكروفون أثناء اللعب، لكان
كل ما ستسمعه هو: (واو، مويسيس!)، لأنه فعلاً يمنحنا، نحن المدافعين، راحة كبيرة
بتدخّلاته، فهو يوقف كل شيء قبل أن يصل إلينا".
- إن عدوانية كايسيدو المنضبطة تعد عنصراً حاسماً في فريق تشيلسي الشاب، الذي اتُهم أحياناً بافتقاره
- للصلابة البدنية اللازمة. سواء في أفضل أيامه أو أسوئها، يظل كايسيدو هو اللاعب الذي يفرض
- إيقاع الفريق بدون كرة، ويوجه التمريرات بثقة وأناقة عندما تكون الكرة بين قدميه. لم يتردد مدربه
- ماريسكا في وصفه علناً بأنه "أفضل لاعب وسط دفاعي في العالم"، وأي تشكيلة مثالية لموسم
- 2024-2025 تخلو من اسم كايسيدو، ستكون بلا شك موضع تساؤل وجدل في أروقة "ستامفورد
- بريدج".
الختام
والآن، مع اقتراب الموسم الجديد وتحدياته
الكبرى، يطرح السؤال نفسه: هل كايسيدو جاهز لدوري أبطال أوروبا، أم أن دوري
الأبطال هو الذي يجب أن يستعد لمواجهة قوة وعزيمة مويسيس كايسيدو؟ الإجابة تبدو
واضحة في أذهان عشاق تشيلسي.