recent
أخبار ساخنة

### **كاثرين شاكدم: الجاسوسة التي هزّت طهران من الداخل عبر "زواج المتعة"**

 

### **كاثرين شاكدم: الجاسوسة التي هزّت طهران من الداخل عبر "زواج المتعة"**

 

في عالم الاستخبارات والحروب الخفية، حيث تُصاغ الروايات وتُخترق الحصون بأدوات تتجاوز الرصاص والعتاد العسكري، تبرز قصص أشبه بالخيال، لكنها تترك أثراً واقعياً عميقاً في بنية الأنظمة السياسية والأمنية. ومن بين هذه القصص، تبرز قضية كاثرين بيريز شاكدم، المرأة التي يُزعم أنها اخترقت أحد أكثر الأنظمة انغلاقاً في العالم، النظام الإيراني، ليس عبر ثغرة إلكترونية، بل عبر بوابة العقيدة والثقة والجسد.

في عالم الاستخبارات والحروب الخفية، حيث تُصاغ الروايات وتُخترق الحصون بأدوات تتجاوز الرصاص والعتاد العسكري، تبرز قصص أشبه بالخيال، لكنها تترك أثراً واقعياً عميقاً في بنية الأنظمة السياسية والأمنية. ومن بين هذه القصص، تبرز قضية كاثرين بيريز شاكدم، المرأة التي يُزعم أنها اخترقت أحد أكثر الأنظمة انغلاقاً في العالم، النظام الإيراني، ليس عبر ثغرة إلكترونية، بل عبر بوابة العقيدة والثقة والجسد.
### **كاثرين شاكدم: الجاسوسة التي هزّت طهران من الداخل عبر "زواج المتعة"**


### **كاثرين شاكدم: الجاسوسة التي هزّت طهران من الداخل عبر "زواج المتعة"**


  • إنها حكاية جاسوسية معاصرة، لا تكمن خطورتها في المعلومات التي تم جمعها فحسب، بل في
  •  الطريقة التي كشفت بها عن هشاشة نظام يدّعي المناعة المطلقة، وكيف يمكن استغلال أدواته
  •  الأيديولوجية والدينية لتصبح سلاحاً ضده.

#### **من هي كاثرين شاكدم؟ بناء الهوية المزدوجة**

 

لفهم عمق عملية الاختراق، لا بد من العودة إلى أصول كاثرين شاكدم. وُلدت في فرنسا لأسرة يهودية، لكنها نشأت في بيئة علمانية بعيدة عن أي التزام ديني، سواء باليهودية أو غيرها. هذه الخلفية المركبة منحتها مرونة هائلة في بناء هويات متعددة. بدأت رحلتها مع الإسلام بعد زواجها من رجل يمني مسلم سني، حيث أعلنت اعتناقها للإسلام. ومع ذلك، وبحسب روايتها، لم يكن هذا التحول عميقاً، بل كان سطحياً، لكنه فتح أمامها أبواب عالم جديد.

 

  1. الانعطافة الأهم في قصتها كانت انجذابها المزعوم للمذهب الشيعي بعد طلاقها. قدمت نفسها على أنها
  2.  باحثة شغوفة تسعى لفهم "الإسلام الحقيقي" من خلال المذهب الشيعي، الذي يبجّل آل البيت. هذا
  3.  التوجه لم يكن مجرد فضول فكري، بل كان، كما يبدو، مفتاحاً استخباراتياً مصمماً بعناية فائقة. ففي
  4.  إيران، حيث يمثل المذهب الشيعي الركيزة الأساسية للدولة، فإن إظهار الولاء لهذه العقيدة يفتح
  5.  الأبواب المغلقة ويمنح صاحبه ثقة لا تقدر بثمن.

 

#### **الاختراق الناعم "زواج المتعة" كأداة استخباراتية**

 

دخلت كاثرين إيران بجواز سفرها الفرنسي، حاملة معها قصة غلاف مثالية: امرأة غربية اعتنقت الإسلام، وتزوجت مسلماً، والآن تسعى للتعمق في عقيدة الثورة الإسلامية. هذه الرواية جعلتها ضيفة مرحباً بها في الحوزات العلمية والدوائر السياسية. لكن الأداة الأخطر التي استخدمتها، وفقاً للتقارير الإعلامية الإسرائيلية وشهادتها لاحقاً، كانت "زواج المتعة".

 

  • "زواج المتعة" أو الزواج المؤقت، هو عقد زواج محدد بمدة زمنية معينة معمول به في الفقه الشيعي.
  •  بينما يراه البعض حلاً شرعياً لتنظيم العلاقات، يراه آخرون غطاءً لإضفاء الشرعية على علاقات
  •  جنسية عابرة. في حالة شاكدم، تحول هذا المفهوم الديني إلى أداة تجسس من الطراز الرفيع.

 

زعمت التقارير، التي استندت إلى تصريحاتها، أنها أقامت علاقات عبر "زواج المتعة" مع ما يقرب من 100 شخصية إيرانية نافذة، من بينهم نواب في البرلمان، ورجال دين، ومسؤولون في الإعلام الرسمي، وضباط في الحرس الثوري الإيراني.

  1.  لم تكن هذه العلاقات مجرد وسيلة لجمع المعلومات عبر الاستدراج في الحديث، بل كانت تهدف إلى
  2.  بناء شبكة واسعة من العلاقات الشخصية القائمة على الثقة والحميمية. وصفت شاكدم كيف أن أحد
  3.  النواب، في خضم علاقة حميمة، أفشى لها بتفاصيل جلسة برلمانية سرية تتعلق بالأمن القومي دون أن
  4.  تطرح عليه سؤالاً واحداً.

 

#### **العمل في قلب الدعاية الإيرانية**

 

لم يقتصر نشاط شاكدم على العلاقات الشخصية، بل امتد إلى العمل داخل الماكينة الإعلامية الإيرانية نفسها. كتبت مقالات في مواقع إخبارية رسمية مثل "برس تي في" وقناة "العالم"، وقدمت نفسها كصوت غربي يدافع عن محور المقاومة وسياسات إيران. شاركت في مؤتمرات دولية نظمتها طهران، أبرزها مؤتمر دعم فلسطين عام 2017، الذي حضره المرشد الأعلى علي خامنئي وقائد فيلق القدس آنذاك قاسم سليماني.

 

  • هذا التغلغل الإعلامي منحها غطاءً مثالياً ومصداقية عالية، وفي الوقت ذاته، سمح لها بلعب دور
  •  مزدوج. فمن ناحية، كانت تروج للرواية الإيرانية، ومن ناحية أخرى، كانت ترصد عن كثب
  •  الديناميكيات الداخلية، وتجمع المعلومات، وربما ترسل رسائل مشفرة "بين السطور" في مقالاتها.

 وجودها في هذه الدوائر أثار لاحقاً تساؤلات حول مدى تورطها في عمليات أكثر خطورة، حيث ربطت بعض التحليلات بين وجودها في طهران وتسهيل عمليات استخباراتية، مثل اغتيال شخصيات بارزة كإسماعيل هنية، عبر شبكات تجسس داخلية ساهمت في تحديد مواقعه.

 

#### **الكشف والتحول من عميلة إلى محللة سياسية**

 

في عام 2017، بدأت شاكدم بالابتعاد تدريجياً عن إيران، وفي السنوات التالية، تحولت 180 درجة. تخلت عن حجابها، وبدأت في نشر مقالات تنتقد فيها النظام الإيراني بشدة وتدافع عن إسرائيل. بررت هذا التحول بأنه "صحوة ضمير" متأثرة بابنتها، وشعور بالذنب تجاه ماضيها المعادي لليهود.

 

  1. اليوم، تعمل كاثرين شاكدم كمحللة سياسية وكاتبة في منابر إعلامية ومراكز أبحاث بارزة مثل "التايمز
  2.  أوف إسرائيل"، "جيروزاليم بوست"، وجمعية "هنري جاكسون" في لندن. لقد تحولت من عميلة
  3.  تعمل في الظل إلى شخصية عامة تستخدم قصتها كدليل على اختراق الموساد للنظام الإيراني. وهي
  4.  تؤكد في كتاباتها أن طهران "مخترقة بالكامل"، وأن أجهزتها الأمنية أضعف بكثير مما تبدو عليه.

 

#### **خلاصة فضيحة تتجاوز التجسس**

 

قضية كاثرين شاكدم ليست مجرد قصة جاسوسية ناجحة، بل هي شهادة حية على نقاط الضعف البنيوية في النظام الإيراني. لقد أثبتت أن أقوى الحصون يمكن أن تُخترق ليس بالقوة، بل بالدهاء واستغلال الثغرات الأيديولوجية والثقافية. الفضيحة الحقيقية ليست في أن الموساد نجح في زرع عميلة، بل في أنالنظام الإيراني، الذي يرتكز على الولاء العقائدي المطلق، فشل في تمييز الولاء الحقيقي من المصطنع.

 

  • لقد استُغلت الثقة الدينية، وهي أثمن ما يملكه النظام، لتصبح أكبر ثغراته. وأثبتت قصة شاكدم أن العدو
  •  لا يأتي دائماً على متن طائرة مقاتلة أو بصاروخ موجه، بل قد يأتي مبتسماً، يحمل بين يديه كتباً دينية
  •  ويطلب العلم والزواج، بينما يخفي في عقله خنجراً من الجليد.

 الختام

في النهاية، يبقى السؤال الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لطهران ليس "كيف دخلت كاثرين شاكدم؟"، بل "كم كاثرين أخرى لا تزال تعمل في الظل، دون أن يتم كشفها بعد؟".

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent